لقد سنحت لي الفرصة لمتابعة مناقشة عميقة بين أساتذة في طب أمراض القلب والشرايين في أروقة مؤسسة «مايو كلينيك» العلمية في الولايات المتحدة الأميركية، عن العلاقة بين مرض تصلب، أو ضيق، شرايين القلب وبين ضعف أو عدم انتصاب العضو الذكري للرجل، وهي الحالة التي عادة ما توجد عند مرضى السكري، والمعانين من السمنة المفرطة وارتفاع ضغط الدم وغيرهم من قليلي الحركة أو الضعفاء جسديا.
ضعف الانتصاب الذكري هو أول مؤشر على ضعف وضيق شرايين القلب، ويسبقه بما يزيد على ثلاث إلى خمس سنوات، وهذه المعلومة وكأنها كنز ثمين تنقذ الأرواح إذا عرفها الناس للوقاية ولمكافحة ضيق شرايين القلب والجلطات القلبية قبل أن تحدث بعدة سنوات، وهذا هو حجر الزاوية في مكافحة أمراض القلب والشرايين.
ومن أهم الأمور التعرف جيدا من المريض على المؤشرات المرضية لكلا الوضعين: أعراض ضعف الانتصاب كدليل لضيق الشرايين، ومن ضمنها ضيق شرايين القلب، لأنها الأساس. ثم يتبع ذلك تحديد مسار العلاج، كتخفيف الوزن وضبط الضغط وتعديل مستوى سكر الدم وغيرها.
وهذا الأمر يبدو وكأنه مماثل لإعطاء المريض جرعة 25 مليغراما من دواء الفياغرا. والمعروف أهمية تجنب ذلك لما له من تضارب مع علاجات ضيق شرايين القلب مثل النترات لما لذلك من أعراض وخيمة. وإذا كان لا بد من إعطاء المريض من الدواء فلا بد من إيقاف العلاج ولمدة 24 ساعة قبل و24 ساعة بعد تناوله.
شرايين العضو الذكري
وقد أصبحت الأمور في الوقت الحاضر ميسرة، حيث أصبح بالإمكان وضع دعامات داخل شرايين العضو الذكري، إضافة إلى دعامات شرايين القلب الضيقة إذا اقتضى الأمر، وإعادة الأمور للوضع الطبيعي ومن دون أدوية. والدعامة عبارة عن شبكة تغلف بالونا وتدخل عبر الشريان حتى تصل إلى الجزء من الشريان الضيق المراد توسعته، وينفخ البالون إلى المستوى المطلوب، فيعود تدفق الدم من جديد ويحصل ذلك القطاع من الشريان على الغذاء والأكسجين، وتختفي أعراض النقص.
والرسالة التي يجب إيصالها إلى المجتمع الرجالي أنه وبمجرد وضوح أعراض ضعف الانتصاب الذكري عليكم بالفعل، أولا: بالبحث عن وجود مؤشرات ضيق شرايين القلب، والبحث عن ارتفاع ضغط الدم، ثم السكري ابتداء من سن الخمسين، والانتباه إلى أن أساس المشكلة هو صعوبة تدفق واندفاع الدم لضيق الشرايين، ولذا فإن الأولوية لمنع جلطات القلب، وبعدها تصحيح ضعف الانتصاب الذكري.
ليست هناك تعليقات